شريط اخبار

حديد الصحيفة

الاثنين، 7 مارس 2016

تحية اكبار واعتزاز وإشادة ببسالة وحداتنا الأمنية والعسكرية بقلم الهادي الغابري


la photo de profil de ‎محمد الهادي غابري‎استفاقت مدينة بنقردان الحدودية المتاخمة للشقيقة المنكوبة ليبيا واستفاق معها كل التونسيين على غير العادة. كان صباحا دام وحزينا إذ يبدو أن مجموعة ارهابية نسبت لنفسها أنها من الدولة الاسلامية تسللت إلى مداخل بنقردان على متن سيارات متنوعة واحتلت بعض مفترقات الطرق وحاولت الاستيلاء على مقرات أمنية وعسكرية. ولكن من حسن حظ التونسيين أن عناصر الوحدات الأمنية والعسكرية كانت لها بالمرصاد وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح قدرت لحد الآن بخمسة وثلاثين قتيلا وعدد من غير معلوم من الجرحى خاصة أن المجموعة الارهابية عمدت إلى الاستيلاء على سيارة اسعاف تابعة لمشفى المنطقة وفروا بها نحو الحدود الليبية وسط ملاحقة شديدة لها من المدنيين والعسكريين. كما أوقف العسكريون سبعة ارهابيين. كما استشهد 18 شهيدا من المدنيين والعسكريين والأمنيين (حصيلة أولية). وبهذه المناسبة أوجه تحية اكبار واعتزاز وإشادة ببسالة وحداتنا الأمنية والعسكرية وبالهبة العفوية لإخوتنا المواطنين ببنقردان الذين خرجوا دون احتساب لمحاصرة وتعقب الارهابيين بصدورهم العارية...
والحقيقة أن ما شهدته بنقردان اليوم هو نتيجة متوقعة كنا تنبأنا بها في مقالنا السابق، ذلك أن اقتراب الحسم في الملف السوري وتضييق الخناق على الارهابيين في ليبيا سيجعل هذه المجموعات تبحث عن مهرب لها عبر أضعف المناطق الحدودية. ويبدو أن الحدود التونسية للأسف هي الأضعف.
وعلى هذا الأساس قررت السلطات التونسية إعلان حضر التجوال في مدينة بنقردان والتنبيه على المواطنين بضرورة التزام الهدوء والالتزام بضوابط حضر التجوال. كما أمرت السلطات باغلاق معبري ذهيبة وازن ورأس جدير عبر بنقردان إلا للتونسيين العائدين من ليبيا أو لليبيين الراجعون من تونس إلى ليبيا.
أما بالنسبة لرمزية هذا الحدث فهو في اعتقادنا يأتي ضمن تداعيات اجتماع وزارء الداخلية العرب مؤخرا والذي انتهى باصدار قرار عربي يصنف حزب الله كتنظيم ارهابي. ولما كان موقف التونسيين أحزابا وشعبا رافضا لهذا القرار، فإني أقول للمملكة العربية السعودية: إن رسالتك وصلت وبوضوح وفهمناها وتفاعلنا معها بما يجب من تصميم وصرامة. لن يغير التونسيون مواقفهم من حزب الله ومن كل القوى الوطنية والتحررية في العالم. ولن يغير التونسيون موقفهم من الجماعات الارهابية المخربة التي تمولها المملكة خدمة للصهيونية والاستعمار وتعميقا للجرح المذهبي العربي هنا وهناك باسم حماية الاسلام والاسلام منه براء. كما أن ما حدث قد يدخل في سياق فرض المزيد من الضغوطات الغربية على تونس حتى تقبل بجعل الجنوب التونسي قاعدة انطلاق لاستهداف الجماعات الارهابية في ليبيا، ومركزا لتأسيس وتدريب نواتات للجيش والشرطة الليبيين. فالوضع الأمني التونسي عموما ليس بمنأى عما يخطط له النظام السعودي والقطري والدول الغربية لزعزعة استقرار المنطقة بصورة عامة والجزائر بصورة خاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق على مقال بالصحيفة