شريط اخبار

حديد الصحيفة

الأحد، 13 مارس 2016

ارحلوا واتركوا لنا الوطن، قبل أن تضطروا إلى الرحيل على سفن ومروحيات الجيش الأمريكي .. [بقلم الطاهر المعز]


نتيجة بحث الصور عن القوات البحرية الامريكية

الوطن عندهم مجرّد مكان يحققون فيه، ومنه، وعلى حساب فقرائه أرباحا عالية، ويستخدِمون في خِطاباتهم عبارات "الوطن" و"الوطنية" و"التضحية"، وغيرها، بغرض التضحية بأبناء الفقراء، الذين يدافعون بالفعل عن الوطن، بالسليقة وبشكل عفوي، لأنهم مِلْحُ هذه الأرض، ولأن لا وطن لهم غيره .. يُرَدِّدُ الأثرياء على مسامعنا "نموت نموت ويحيا الوطن" .. سيدي وياسادتي وسيداتي، نحن الفقراء نريد أن نحيا لنرى ونعيش في وطن مُحَرَّر من الإستعمار (العسكري والإقتصادي والسياسي والثقافي) ومن مُمَثِّليه (أنتم وأمثالكم)، وإذا ما أردْتُم أن نُصَدِّقَكم (نحن الفقراء) فارسِلوا أبناءكم ليحاربوا الإرهاب في جبال القصرين وفي بنقردان .. كل الضحايا من أبناء الفقراء، أهي الصُّدْفَةُ ؟ نُحِبُّ البلاد كما لا يُحِبُّ البلاد أَحَد" على رأي الشاعر محمد الصغير أولاد احمد،
لكننا لا نريد أن تعتبرونا مُغَفَّلِين، نريد أن نراكم أنتم وأبناءكم وبناتكم (بما أن هناك صبايا في الجيش) في الجبهة حتى نُصَدِّقَ ادِّعاءكم الوطنية .. لماذا يموت أبناء الفقراء ويستأثر الأغنياء بنتائج تضحيات الفقراء .. لا يموت من أجل الوطن (أي وطن من فلسطين إلى الجزائر وإلى العراق ..) سوى أبناء الفقراء، ولا يُرْسَلُ إلى الجبهة الأمامية سوى أبناء الفقراء .. عندما كان التجنيد إلزاميا، تُداهم قوات الشرطة الأحياء الشعبية ووسائل النقل والأسواق لتُرْسِل أبناء الفقراء، وخصوصا إذا كانوا يساريين وطلبة إلى ثكنة "رجيم معتوق"، أما أبناء الأغنياء، عندما كانت قِلَّة منهم تؤدي الخدمة العسكرية فكانوا ضباطا يرتقون بسرعة في سُلَّم الرُّتب العسكرية أو كانوا يعملون في الإدارات وفي الوزار .. ارسلوا أبناءكم وبناتكم إلى بنقردان وإلى القصرين، كي تُبَرْهِنوا على وطنيتكم، أو اخرجوا من وطننا واذهبوا إلى حيث هَرّبْتُم ثرواتنا التي حوَّلتُموها إلى حسابات مصرفية في سويسرا ولكسمبورغ وبعض الجزر التي لا نسمع باسمها سوى لما يصَوِّتُ ممثلوها فبي الأمم المتحدة إلى جانب أمريكا والكيان الصهيوني .. ارحلوا واتركوا لنا الوطن، قبل أن تضطروا إلى الرحيل على سفن ومروحيات الجيش الأمريكي، كما حصل لزُملائكم، عملاء الإمبريالية المريكية في فيتنام (نيسان/ابريل 1975)..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق على مقال بالصحيفة