الحرب
على المقاومة باتت مفتوحة ويجري تصعيدها عبر أدوات اُبتليت الأمة بها، وعلى كل
المقاومين في الأمة الاستعداد للمواجهة
حكام
مجلس التعاون ومن يدور في فلكهم وضعوا أنفسهم في معسكر الأعداء
بقلم:
الأخ أبو فاخر
أمين
السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة
*الشعب
الفلسطيني يقول في انتفاضته، هنا فلسطين.. وطن الشعب الفلسطيني.. مهد الديانات
والحضارات والمقدسات.. على أرضها اشتعلت المعارك الخالدة.. وعلى أرضها انهزم
الغزاة واندحروا.
*التعاطي
مع المبادرة الفرنسية أو أي مبادرة أخرى بهدف التوصل إلى حلول وتسويات تهدف اليوم
للالتفاف على الانتفاضة والإجهاز عليها وتمكين العدو من استكمال مشروعه الاستيطاني
التهويدي.
*المقاومة
هي سبيل شعبنا وأسلوبه الأساس لاستعادة ما اُغتصب من الوطن، وتحرير كل بقعة محتلة
من وطننا فلسطين، وهي التي أثبتت نجاعتها وجدواها، وأجبرت العدو على التقهقر
والاندحار وأفشلت نظرياته العسكرية والأمنية في القدرة على الاحتلال وادامته.
جاءت
قرارات (مجلس التعاون الخليجي) بوصف حزب الله منظمة إرهابية، ومن بعده ما جاء في
اجتماعات وزراء الداخلية والخارجية العرب بذات المضمون، ليطرح جملة من القضايا
التي يتوجب التوقف عندها، في سياق قراءة المشهد الإقليمي والعربي والدولي الراهن
وما يجري التخطيط له مستقبلاً.
وغنيٌ
عن القول أن ما يسمى مجلس التعاون الخليجي لم يعد مجلساً للتعاون والتنسيق
والتكامل بين الدول المطلة على الخليج، فلقد أعطاه حكام دول المجلس هوية جديدة واضحة
المعالم، وأصبح اسم الخليج هوية وانتماء منسلخاً عن الأمة لا رابط له بها ولا
بقضاياها ولا برسالتها، وهم بهذا يؤكدون أنهم لا ينتسبون للأمة، فلا تاريخ لهم
يعتزون به، ولا رموز لهم يقدرون لها دورها، ولا يتركون لهم من بصمة في الحاضر ولا
المستقبل، بل حرائق وروائح كريهة تنبعث من حقول النفط وأنابيب الغاز وروائح
الغازات المنبعثة من المناورات العسكرية الأميركية والناتوية والصهيونية التي
تستضيفها بلدان الخليج.
لقد
سبق إعلانهم البائس بوصف حزب الله منظمة إرهابية، أن خانوا الشعب الفلسطيني وغدروا
به وصافحوا أعدائه وتحالفوا معهم وفرشوا لهم السجاد الأحمر في مطاراتهم وأهدوهم
السيوف ورقصوا معهم رقصة الموت التي تنتظرهم ذات يوم قادم لا محالة.
ومن
هنا فإنه سيكون لهذا الموقف مواقف لاحقة ومؤامرات معادية لاحقة، لذلك لم يكن
غريباً أن يقدم العدو الصهيوني على اقتحام قناة فلسطين اليوم تحت جنح الظلام في
مدينة البيرة في الضفة الغربية واعتقال العاملين فيها، مما يدفعنا للقول أن هذا
السلوك لا يعد حدثاً عادياً أو سلوكاً طبيعياً للعدو الصهيوني كعدو مغتصب ومحتل
للوطن ولعموم الأرض الفلسطينية، مشهود له
تاريخه الاجرامي والعدواني، فهذه الجريمة جاءت تنفيذاً لقرار مجلس وزراء العدو
المصغر، وبعد القرارات الصادرة عن دول مجلس التعاون ومن تبعهم من بعض الحكام في
البلدان العربية، فالنص على اسم حزب الله منظمة إرهابية لا يقتصر عليه، فحزب الله
هو أولاً وأخيراً حزب مقاوم كان مقاوماً وهو اليوم مقاوم وسيظل حزباً مقاوماً ما
دام العدو يحتل الأرض ويهدد الأمة ومادام
الأعداء يتربصون بأمتنا شراً.
يجب
أن نرى الأمر أن عملية اقتحام مقر قناة القدس الفضائية عملية عسكرية تستهدف موقعاً
للمقاومة بوصفها ارهاباً، وأن العملية انطلقت من مجلس وزراء العدو المصغر، ومن وسط
بنية مجلس التعاون الخليجي ومن يتبعهم ويدور في فلكهم من بعض الأنذال في البلدان
العربية، الأمر الذي يدفعنا للسؤال ما هي العملية التالية للعدو وأين سيكون موقعها
وما هو عنوانها وهدفها؟، فلقد باتت الحرب على المقاومة مفتوحة ويجري تصعيدها
عربياً عبر أدوات أُبتليت الأمة بهم، وعلى كل المقاومين الاستعداد للمواجهة من
خلال جبهة مقاومة متحدة تجمع كل المقاومين في الأمة، جبهة تعلن نداءها للأمة كلها
ولكل الأحرار والشرفاء أن المقاومة هي سبيل شعبنا وأسلوبه الأساس لاستعادة ما
اغتصب من الوطن وتحرير كل بقعة محتلة، وهي التي أثبتت نجاعتها وجدواها وأجبرت
العدو على التقهقر والاندحار وأفشلت نظرياته العسكرية والأمنية في القدرة على الاحتلال وادامته، وهي العامل الأساس لصون السيادة والاستقلال،
وحماية قضية فلسطين من براثن التصفية،
والحقوق الوطنية من مسارات التفريط والمساومة، والهوية الوطنية من مهاوي
التبديد والضياع، والمقاومة هي العامل الحاسم لإفشال الاستهدافات التي تعصف بالأمة
وتعمل على تجزئتها وتفتيتها وبث الفرقة والفتنة ومشاعر الحقد والكراهية بين أبناء
الأمة الواحدة وبهذا هي التي تحمي النسيج الاجتماعي في كل بلد عربي وتعزز الوحدة
وتقوي الروابط ما بين الأمة جمعاء في مشرق الوطن العربي ومغربه.
وبهذا
يقع في مقدمة مهام المقاومين في شعبنا الفلسطيني حماية الانتفاضة الباسلة والتصدي
لكل المشاريع والمبادرات التي تسعى للالتفاف عليها تمهيداً لإجهاضها.
إن
التعاطي مع المبادرة الفرنسية التي يعتريها الغموض في تفاصيلها، ولكن الواضحة في
أهدافها والساعية لاستئناف المفاوضات، ترمي لاستمرار لعبة بيع الأوهام وشراء الوقت
وتمكين العدو الصهيوني من استكمال مشروعه الاستيطاني التهويدي.
والغريب
حقاُ أن هذا الاستعداد للتعاطي مع مثل هذه المبادرات وكذلك التحضير لمبادرة عربية
يجري طرحها على مجلس الأمن يجري في الوقت الذي ترفض فيه كلا من الولايات المتحدة
الأميركية والكيان الصهيوني أي دور لأوروبا، فليس لأوروبا في مفهومهم من سياسة
مستقلة قادرة على ترويجها أو فرضها، مما يوضح أن وظيفة مثل هذه الألاعيب ما هو إلا
الالتفاف على الانتفاضة وتوظيف التضحيات الغالية في مسار الحلول والتسويات وعدم
الاستعداد للاستفادة من كل دروس التجربة السابقة.
والأكيد
أن هناك فرق كبير بين الرهان على المقاومة،
والرهان على الحلول والتسويات، والسلطة تراهن على التسويات دون الاستفادة
من دروس التجارب السابقة ولا حتى من وقائع الحياة نفسها، وهناك حكمة صينية تقول
(إذا وقعت في حفرة فتباً لها.. وإذا وقعت فيها مرة أخرى فتباً لك).
والسلطة
بالتعاطي مع مثل هذه المبادرات والمشاريع، ترمي بقضية فلسطين في زحام القضايا
الإقليمية والدولية الشائكة، وهدفها هو الحفاظ على موقعها وامتيازها، ومن هنا فإنه
لم يعد مقبولاً التعاطي أو التعويل على الحلول، أو الصمت على هذا النهج، لأنه
يتناقض تماماً مع المصالح الوطنية العليا، ويلحق أفدح الأضرار بقضية فلسطين فللمشاريع
والحلول رسالة واضحة مفادها، نحن نغزو بلادكم، ونحتلها، ونرسم لكم مستقبلكم، ونقرر
مصيركم.
لشعبنا
موقف واضح هو الاستمرار والتمسك بوحدة الأرض والشعب وبالمقاومة، وبهدف التحرير، وشعبنا
بات يدرك حقيقة العدو التي هي أوهن من بيت العنكبوت، وأنه قادر على إفشال مخططاته
وصولاً لهزيمة مشروعه الاستيطاني التهويدي واقتلاعه نهائياً من أرض فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليق على مقال بالصحيفة