شريط اخبار

حديد الصحيفة

الثلاثاء، 15 مارس 2016

أنتهي الدرس يا سلمان ... الخلاف بين الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر .. نهاية بني سعود بقلم مجدي عيسى


 
أن أهم أسباب بدايات الخلاف بين بني سعود وأمريكا هي ..

1) عدم بذلها مجهودا أكبر لمنع الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق «حسني مبارك.»
2) توصل «أوباما» لاتفاق مع خصمها الإقليمي إيران بشأن برنامجها النووي، 
3) رفض اللجوء إلى شن ضربات جوية ضد رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، حليف طهران.
4) المنافسة بين الرياض وطهران ساهمت في إذكاء حروب بالوكالة في المنطقة كلها......

ما يمكننا أستخلاصه من هذا التلاسن بين الشيطان الأكبر ووكيله التاريخي لأكثر من 80 عاما" ظل خلالها بنو سعود خدما" أوفياء للسياسات الأستعمارية الأوربية ثم الأمريكية في الوطن العربي والعالم .

أولا" :-- العلاقات بين الشيطان الأكبر "أمريكا" ووكيله " غير المعتم وغير الرسمي " ليست علي ما يرام بالنسبة ل بني سعود بسبب محاولة الشيطان الأكبر كبح جماح الشيطان الأصغر "بني سعود" وتلجيم تهوره بما لا يتناسب لا مع حجمه أو وزنه أو قدراته .

ثانيا" :-- بات من الواضح أن الأمور في سورية تسير عكس أتجاه أرادة الشيطان الأصغر بعد أن أقتنع الراعي الطالح أوباما بأن الحل العسكري في سورية مستحيل وأنه قد يعرض الوجود الأمريكي في الوطن العربي والمنطقة للخطر ، بل ويضع مستقبل وجود القاعدة الأمريكية المتقدمة في المنطقة " أسرائيل" للخطر .
ثالثا" :-- الوضع في اليمن مرشح لتطورات درامية قد تطيح بالشيطان الأصغر "نظام بني سعود" الذي فقد - علي ما يبدو - مبررات وجوده وأستمراره في نظرالشيطان الأكبر "أمريكا" الذي يتناقض أستمرار مملكة بني سعود مع مخططاته الأصلية المتمثلة في تفتيت جميع أقطار الوطن العربي الي دويلات علي أسس عرقية ومذهبية وطائفية .
رايعا" :-- الأوضاع في مصر لا تسير بالشكل الذي يرضي الشيطان الأكبر ، ليس حزنا" من أمريكا علي "الديمقراطية" طبعا" ، لأن نظام بني سعود لايمت للمدنية بصلة وقد ظل علي علاقات وطيدة بالأمريكان حتي وقت قريب ، كما أن أمريكا ليست بالطبع الأكثر حزنا" علي قيم الأسلام السني الوسطية التي روج تنظيم الأخوان طويلا" نفسه بأعتباره ممثلا" لها والسبب الرئيسي - من وجهة نظري - هو أن سقوط حكم الأخوان في مصر ضرب أتفاقا" أكثر أهمية بين الشيطان الأكبر والجماعة الأم لكافة تنظيمات العنف والأرهاب في مصر والوطن العربي والعالم "الأخوان المسلمين" .. 
هذا الأتفاق كان يساهم بشكل أقوي في تمرير تنفيذ مخططات الشيطان الأكبر ووكيله المعتمد الرسمي " العدو الصهيوني " المتمصلة - كما أسلفنا - في تشطير وتجزئة وتفتيت كافة الأقطار العربية - وبالذات الرئيسية منها - الي دويلات طائفية ومذهبية وعرقية متصارعة تخدم أستمرار وديمومة الشيطانة الصغري "أسرائيل" بأعتبارها القاعدة الأمريكية المتقدمة في الوطن العربي والمنطقة والحارسة للمصالح الأستعمارية والمتمثلة في الآتي :--

1) ضمان أستمرار تدفق النفط والغاز وكافة المواد الأولية الخام رخيصة الثمن .
2) ضمان أستمرار الأسواق المفتوحة في الوطن العربي والمنطقة أمام المنتجات الرأسمالية باهظة الثمن بعد ضمان بقائها ترزخ تحت حكم أنظمة متخلفة تحتقر العلوم الطبيعية والحديثة وتروج للخرافات والأساطير بديلا" عن السعي نحو التعليم المدني ونشر قيم الحداثة والأتجاه للتخطيط العلمي والسعي للأستقلال الوطني والتحرر الأقتصادي من ربقة هذه العلاقات غير المتكافئة .من هذا الطراز لذي سعي اليه قائد عظيم مثل الزعيم جمال عبدالناصر أو حتي من حاولوا تقليده فيما بعد مثل أحمد بن بيلا وهواري بومدين ثم صدام حسين ومعمر القذافي وبشار الأسد بل وحتي نموذج الشهيد أبراهيم الحمدي في اليمن . وفي المقابل ضمان أستقرار وأستمرار الأنظمة الأكثر جهلا" وتخلفا" مصل نظام بني سعود وباقي الأنظمة العربية والخليجية المتخلفة .
3) ضمان تأمين طرق الملاحة البرية والبحرية والجوية مفتوحة وآمنة تحت الحراسة الصهيونية المؤقتة ( المضمونة بنوعيات متقدمة من الترسانة الأمريكية من الصواريخ والطائرات وغيرها ) وذلك للحفاظ علي هذه المصالح الضخمة السابق ذكرها في 1 و 2. وفي القلب منها طبعا" قناة السويس .
وحيث أن الأتفاق بين الشيطان الأكبر والجماعة كان يضمن للأمريكان الحفاظ علي هذه المصالح من ناحية والمساهمة في تنفيذ المخطط الطائفي العرقي المذهبي من ناحية أخري ، كما يضمن نمطا" تابعا" في السياسة و الأقتصاد لا يتناقض مع جوهر السياسات الاستعمارية والامريكية .. والجزء الأكثر أهمية كان قبول الجماعة بتصفية القضية الأكثر خطورة وسخونة في الوطن العربي وهي قضية فلسطين والتي تمثلت في قبولها بتجنيس مئات الآلآف من الفلسطينين بالجنسية المصرية أوأعطائهم بطاقات هوية مزورة بعد الاستيلاء عليها من مقرات السجل المدني أبان ثورة 25 يناير بمعرفة أعضاء الجماعة .
يترافق هذا مع زيادة الضغط الصهيوني أقتصاديا"وعسكريا" علي الشعب العربي في فلسطين لدفعهم الي الرحيل الي غزة التي ستضيق بهم فيكون الحل هو منحهم شمال سيناء مع غزة لتكون وطنا" بديلا" للفلسطينيين ويتم ترحيل البدو المصريين في شمال سيناء الي الجنوب لتصبح سيناء دولتين في حالة تصارع مع بعضهما ومع مصر التي سيتم العمل علي أذكاء ودفع أي وكل حراك انفصالي مثل دولة للنوبيين ودولولة للمسيحيين عاصمتها أسيوط وضم أجزاء من الشمال الغربي الي ولايات تقوم علي أنقاض الدولة الليبية .... 
وعندما خرجت الجماهير المصرية ثائرة ضد حكم الأخوان وأنحازت القوات المسلحة لهذا الحراك الشعبي وتم الأطاحة بحكمهم في مصر وأختار نظام الرياض دعم هذا الحراك ليس حبا" في مصر أو حرصا" عليها ولا هو صراعا" مع الشيطان الأكبر طبعا" بل حرصا" علي حكم هذه العائلة الذي يتهدده هذا المخطط الذي بات مفضوحا" بفعل ممارسات نظام أكثر حقارة وأشد تدنيا" هو نظام دويلة قطر الذي يطمح الي القيام بدور أكبر يقارب دور الشيطانة الصغري في سقف أولويات أمريكا وهو ما بدا جليا" في الخطاب السياسي والأعلامي لفضائية "الجزيرة" التي جري تضخيم امكانياتها والترويج لها بأعتبارها نموذجا" يحتذي علي المستوى المهني والسياسي .
وبات من الواضح للويات المتحدة أن أنجاز الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية "ايران" ورقة أمريكا الأخيرة في المنطقة لأذكاء نيران صراعات طائفية (سنية - شيعية) لتحريف الصراع وجعله كذلك بدلا" من كونه صراعا" ( صهيونيا" - عربيا" ) ..وجرت المفاوضات الأمريكية مع الجمهورية الاسلامية وهي العدو المرير الذي قضي علي النظام الأكثر عمالة للأمريكان في المنطقة "نظام الشاه محمد رضا بهلوي" وهو الملقب بالشرطي الامريكي في الخليج والوطن العربي . كما سحب أعتراف أيران السابق بدولة العدو الصهيوني وطرد سفيرها وقام بتسليم مقر سفارتها في طهران الي منظمة التحرير الفلسطينية وتم أستقبال الراحل ياسر عرفات أستقابلا" تاريخيا" هناك وصار الأسم الرسمي للولايات المتحدة "الشيطان الأكبر".
وبدلا" من الجلوس مع مصر وسورية للأتفاق علي خطط عربية لمواجهة هذا المخطط المفضوح أستمر غلمان بني سعود في دعم جميع التنظيمات الارهابية العاملة في سورية وتوفير الغطاء الاعلامي لها متمثلا" في عشرات الفضائيات والمجلات والصحف والدوريات وغيرها ..من المؤكد أن الجمهورية الاسلامية لاتسعي الي امتلاك التقنية النووية من أجل ضرب الرياض أو القاهرة أو صنعاء مثلا" بالصواريخ البالستية المحملة بأي روؤس كيماوية أو نووية .. من المقبول أن تكون لايران مصالح اقليمية محددة قد تتناقض أو تتوافق مع مصالح الدول العربية ومن الطبيعي ان يكون هناك تنافسا" اقليميا لو تمت ادارته بشكل جيد سيكون مفيدا" لجميع الاطراف العربية والايرانية . هذا هو الحل يا غلمان بني سعود.. الحل لن يكون عبر الاستقواء الشيطان الاكبر .. لن يكون بأذكاء الصراع لطائفي .. لن يكون بكوين تحالفات هشة لم تنجح في قهر ارادة شعب عربي كريم هو الشعب العربي في اليمن الذي بات فقيرا" تحت حصاركم وقصفكم المستمر له ما يزيد علي العام ومع ذلك لم ينهزم ولن يستسلم .
في النهاية .. أنا - كعروبي ناصري - لا أرحب ولن أقبل طبعا" بتقسيم وتفتيت نجد والحجاز أو ما يسمي ب "المملكة العربية السعودية" . لكنني سوف أكون سعيدا" عندما يختار شعبنا العربي هناك نظاما" ديمقراطيا" مدنيا" شعبيا" بدلا" من هذا النظام وعلي أنقاضه .. والي أن يقرر شعبنا العربي في نجد والحجاز القيام بهذه الخطوة .. أهمس في أذن غلمان بني سعود ... عودوا الي رشدكم قبل أن تفقدوا حتي مواطيء أقدامكم .
أنتهي الدرس يا سلمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق على مقال بالصحيفة