شريط اخبار

حديد الصحيفة

الجمعة، 11 مارس 2016

التغوط السياسي في فلسطين بقلم الناصر خشيني

بمناسبة انتخاب ابو الغيط امينا عاما لجامعة الدول العربية اعيد نشر مقال سابق لي حوله :
الغائط والتغوط والغيط والغوط مفردات عربية من عائلة واحدة تشير الى ما انخفض من الأرض واتخاذه سترا للتغوط أي قضاء الحاجة البشرية وفي العادة تكون رائحته كريهة الا اذا اتخذنا ما يلزم من وسائل النظافة والتعقيم حتى لا نزكم بالروائح الكريهة والذي أدى بي الى هذا الكلام هو التصريحات غير المسؤولة لوزير الخارجية المصري أبو الغيط وما لها من علاقة بما قلته آنفا حيث كانت في سقف منخفض جدا من الفعل السياسي وخاصة اذا تعلق بقضية جوهرية للأمة العربية وهي القضية الفلسطينية حيث أشار الى أن الفلسطينيين سيقبضون ثمن التنازل عن فلسطين عندما يوقعون اتفاق استسلام مع العدو الصهيوني وقدره سيادته وخفضه الله بين أربعين وخمسين مليار دولار عدا ونقدا لبناء الدولة وتعويضا عن الأرض والعرض والدماء
وهكذا كانت هذه التصريحات تفوح منها روائح الاستسلام والتعاطي الايجابي مع العدو الصهيوني فاذاكانت روائح الغائط نقاومها بالمعطرات فبماذا نقاوم مثل هذه التصريحات التي توحي ببيع القضية بدريهمات قليلة لا تغني و لا تسمن من جوع فاذا كانت فلسطين والدماء الزكية التي سالت دفاعا عنها ومن المصريين قبل غيرهم اذا تكلمنا بمنطق اقليمي لا نقبله عن أنفسنا تساوي عند السيد أبي الغائط هذا المقدار فنقول له اما أن تقول خيرا أو لتصمت أفضل لك وأنت نفسك الذي كنت مع ليفني يوم 25 ديسمبر قبل العدوان على غزة بيومين وأرغت وأزبدت وهددت وتوعدت ولم تنبس أمامها ولو بكلمة واحدة وحتى بعد تنفيذ العدو لمجازر بحق شعبنا في فلسطين لم يكن يهمك سوى الحمل البريىء شاليط والذي اختطفه الارهاب الفلسطيني حسب منطقك الذي تفوح منه روائح التصهين وليكن في علم السيد الوزير ومن لف لفه أن فلسطين أرض عربية تملكها الأمة العربية ملكية تاريخية بين أجيالها المتعافبة وبالتالي فهي ليست للبيع بأي ثمن و لايحق لأي كان التنازل عن ذرة تراب واحدة منها فاذا كان الرسميون العرب غير قادرين على تحريرها اليوم فان الجماهير العربية لن توافق على الخطوات الاستسلامية للعدو الصهيوني و تتمسك بخيار المفاومة الى غاية التحرير الكامل لفلسطين وليكن في علم المطبعين أن الصراع في فلسطين بين الأمة العربية و الصهاينة على أشده وبلا هوادة و تسيل الدماء يوميا غزيرة من أبناء شعبنا في فلسطين الكسيرة ولكن دون تفريط في الحق السليب بشكل نهائي بالرغم من الاعتراف المتبادل بين بعض العرب و الصهاينة ورغما عن اتفاقيات السلام الموقعة وارادة الجميع في السلام ولكن أي سلام وملايين من المشردين الذين أخرجوا من ديارهم بقوة السلاح لا يزالون يحلمون بالعودة الى أرض الوطن السليب لذلك فان الأمل لا يزال يراودهم بالعودة يوما ما طال الزمان أو قصر فالصهاينة الذين اعتمدوا في احتلالهم للأرض على القوة الغاشمة و الانتصارات على جيوش الدول العربية لم يعد بامكانهم اليوم تحقيق مثل ذلك لأنه لايمكن لأي دولة أن تحاربها بجيوش نظامية كما كان الشأن سابقا وذلك بعد هزيمتها المدوية عام 2006 أمام حزب الله في حرب غير متكافئة من حيث العدد و العدة وأمام صمود المقاومة الفلسطينية خاصة في غزة حيث تحررت أجزاء عديدة منها رغما عن أنوف الصهاينة وبناء على ماتقدم يمكن القول ان طبيعة الصراع لا تزال لم تتغير اذ هو صراع وجود لا صراع حدود يحل بالمعاهدات و الاتفاقيات و ترسيم الحدود بين الأطراف المتنازعة فالصراع لن يتوقف الا بانهاء أحد الطرفين للآخر وهذه هي حقيقة الصراع بين الشعوب المستعمرة والمستعمرة اذ ينتهي الصراع دائما لمصلحة الشعوب صاحبة الأرض و الدليل على ذلك ماثل أمام أعيننا عندما انهزمت الدول الاستعمارية أمام شعوب العالم الثالث وتحصلت على استقلالها وكذلك انهيار النظام العنصري في جنوب افريقيا واختفاؤه الى الأبد بالرغم من الدعم المادي والسياسي الذي تلقاه من الدول الاستعمارية فقد انهار وذهب الى غير رجعة كذلك فان النظام العنصري الاستيطاني الصهيوني في فلسطين سوف ينهار قريبا باذن الله وتعود الأرض الى أصحابها الشرعيين دون أدنى شك في ذلك .ولكن ما الذي يجعلني واثق الى هذه الدرجة مما أقول ؟ انها طبيعة الصراع التي لم تتغير وظلت كما هي منذ انطلاق هذه القضية ونحن نعلم بشكل علمي أن كل قضية أو مشكل مهما اختلف الناس حول الحلول لمشاكله فان الموضوعية تقتضي أن يكون هناك حل صحيح واحد لكل مشكل مهما اختلفت الرؤى والمحاولات للوصول الى الحل وبناء على ذلك يتأسس فهم واحد لطبيعة القضية الأمر الذي يستوجب حلا واحدا و نهائيا دون غيره من الرؤى الأخرى ولست هنا بصدد احتكار الفهم والحل و التعسف على الآخرين في الفهم أو مصادرة آراء الآخرين انما طبيعة القضية تقتضي ذاك الحل دون غيره من الحلول الأخرى التي لن تحل القضية بل تزيدها تعقيدا و استعصاء على الحل الموضوعي و الصحيح ونقول لكل العالم وبصوت عال و غير منخفض السقف كما يفعل وزير خارجية أكبر دولة عربية ان فلسطين ملكية مشتركة تعود للأمة العربية بأجيالها المتعاقبة فلنفرض جدلا أن كل الجيل الحالي خان قضيته و اعترف بالكيان الصهيوني فالأجيال القادمة شريك لنا في ملكية الأرض ومع التطور و التقدم العلمي و التقني الذي ستحصل عليه لن تقبل بذلك و ستنازل العدو الصهيوني و تقضي عليه و بناء عليه فمستقبل الصهاينة في كف عفريت و عليهم أن يغادروا طوعا و العودة الى أوطانهم والا لن يحصل لهم الأمن و الاستقرار و لن يفرحوا كثيرا فالقادم أفظع لهم وما عملية الخليل الأخيرة الا مجرد رسالة للمستوطنين الصهاينة مفادها أن غادروا فلسطين ليعود اليها شعبها المشرد والذي لا يقبل بيع وطنه بأي ثمن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق على مقال بالصحيفة