شريط اخبار

حديد الصحيفة

الاثنين، 14 مارس 2016

لجزائر أرسلت الأرقام التسلسلية الخاصة بها بعد حجزها بڤمار تعاون جزائري أمريكي للتعرف على مصدر صواريخ ستينغر محمد بن أحمد


قال مصدر أمني جزائري، لـ”الخبر”، إن المصالح المختصة في وزارة الدفاع الوطني أرسلت الأرقام التسلسلية الخاصة بصواريخ “ستينغر” الأمريكية المحجوزة في ولاية الوادي، إلى وزارة الدفاع الأمريكية، من أجل معرفة مصدر هذه الصواريخ ومن أين أتت.

 قال مصدرنا إن الأمريكيين طلبوا تعاون الجزائر بعد الكشف عن حجز صواريخ مضادة للطائرات، من نوع ستينغر التي تصنع في أمريكا، لدى إرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأشار المصدر ذاته إلى أن الأمريكيين يعملون على التأكد من الأرقام التسلسلية للصواريخ من أجل معرفة الدولة التي سلمتها للإرهابيين، في إطار برنامج أمريكي لتتبع الأسلحة الأمريكية النوعية عبر العالم، لمنع وصولها إلى الجماعات الإرهابية، وهو ما يسمى ببرنامج المراقبة البعدية للأسلحة النوعية. وأشار المصدر ذاته إلى أن الجزائر أبلغت واشنطن بموضوع حجز الصواريخ المضادة للطائرات لدى الإرهابيين في الجنوب، ساعتين قبل الإعلان رسميا عن العملية، حيث يمثل وجود مثل هذه الأسلحة لدى الإرهابيين تهديدا للطيران المدني التجاري.

وخرج بيان قيادة الجيش الوطني الشعبي الأخير، المتعلق بالقضاء على أمير كتيبة الفتح المبين، عربية كمال، ومرافقين اثنين كانا معه، عن إطار البيانات الدورية الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة الجزائرية. البيان حمل التحذير من التهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية سواء في الجزائر أو في دول الجوار.

طيلة 24 سنة من عمليات مكافحة الإرهاب في الجزائر، لم يسبق للجيش أن أعلن صراحة أن أسلحة مضادة للطائرات بحوزة إرهابيين، سواء من الجماعة السلفية أو الجماعة الإسلامية المسلحة أو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. المرة الوحيدة التي أعلن عن وصول أسلحة مضادة للطائرات بطريقة غير شرعية إلى الجزائر، كانت أثناء حجزها في الحدود مع ليبيا في عملية عسكرية. وتوصف عملية ولاية الوادي الأمنية بأنها سابقة خطيرة في تاريخ المواجهات المسلحة بين الجيش الوطني الشعبي وأذرعه الأمنية والجماعات الإرهابية التي تحارب الجزائر، سواء في الداخل أو الخارج، ويحمل الإعلان في حد ذاته رسائل سياسية للداخل والخارج.

وأرسلت الجزائر عبر العملية الأمنية النوعية التي نفذت باحترافية عالية جدا أربع رسائل لأربع جهات مختلفة، الرسالة الأولى هي للدول الكبرى، أمريكا وفرنسا، ومضمونها أن الوضع في منطقة شمال إفريقيا والساحل لن يتحمل المزيد من العبث والتجارب والمغامرات العسكرية، لأن الجماعات الإرهابية باتت الآن تهدد سلامة الملاحة الجوية التجارية، أما الرسالة الثانية فموجهة للدول العربية التي تدعم حركات التمرد في البلاد العربية، بحجة مواجهة أنظمة استبدادية.

فبيان وزارة الدفاع الوطني حول حجز صواريخ ستينغر في ولاية الوادي بمثابة رسالة من الجزائر تذكر الأمريكيين وحلفائهم في المنطقة العربية بأنهم المتسببون في حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا، لأن الصواريخ الأمريكية التي جاءت من ليبيا ودخلت الجزائر سلمتها دول عربية، متحالفة بل ومرتبطة بأمريكا، لثوار ليبيا قبل سنوات أثناء حرب إسقاط نظام العقيد القذافي، الرسالة الثالثة المهمة هي للداخل في الجزائر والخارج، ومضمونها أن الأذرع الأمنية للجيش الوطني الشعبي، المخابرات بفرعيها، هي قوية وقادرة على تنفيذ عمليات نوعية شديدة التعقيد، الرسالة معناها أن إصلاحات بوتفليقة في المخابرات لم تضعف جهاز المخابرات وهي رد على بعض التقارير التي أشارت إلى إحالة العشرات من الضباط الأكفاء في جهاز المخابرات الجزائرية على التقاعد، أما الرسالة الرابعة فهي للخارج، وهي تحذير من التهديد الذي يمثله فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، لأن الأسلحة النوعية حجزت وأن المواجهة مع تنظيم “داعش” لا يجب أن تنسي العالم التهديد الذي تمثله القاعدة بفروعها في ليبيا وشمال مالي والجزائر وباقي مناطق العالم. 

وير ى خبراء في الإستراتيجية أن وصول صواريخ ستينغر إلى يد الإرهابيين في الجزائر ووجودها على بعد كيلومترات من الحدود الجزائرية التونسية، يعني أن الملاحة الجوية التجارية باتت تتحدى التهديد وأن رحلات شركات الطيران المدني لم تعد آمنة، لأنه بسهولة يمكن إطلاق صاروخ ستينغر على طائرات مدنية أثناء إقلاعها أو هبوطها قرب المطارات.

الصواريخ أرض جو تدخل الحرب على الإرهاب
وأعلن الجيش الوطني الشعبي في الجزائر، للمرة الأولى، عن حجز صواريخ مضادة للطائرات قبل سنتين أثناء عملية حجز أسلحة مهربة من ليبيا في الصحراء الجنوبية الشرقية للجزائر، وقيل في حينه إن الصواريخ المحجوزة هي من فئة ستريلا سام 7 الروسية، ولم يقدم الجيش الوطني الشعبي حينها أية تفاصيل حول العملية. ويصل المدى التقريبي للصاروخ أرض جو ستينغر الأمريكي الذي يطلق من الكتف إلى 4500 متر، أي أنه يعد سلاحا بالغ الخطورة ضد الطائرات المدنية خاصة أثناء انطلاقها وهبوطها في المطارات المدنية، كما أنه شديد الفاعلية ضد الطائرات العمودية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق على مقال بالصحيفة