شريط اخبار

حديد الصحيفة

الجمعة، 11 مارس 2016

التكفيريون : دعاة لإقامة شرع الله أم أدوات لتنفيذ المخطط الأمركي



يقول ديفد بيتراوس قائد قوات الاحتلال سابقا في العراق في اطار تفكيك مصطلح الفوضى الخلاقة و بيان موجباتها العملية في واقع العراق يومئذ ما نحتاج اليه هو "العنف المستديم" داخل العراق أي العنف المسيطر عليه لفترات مديدة لتسهيل السيطرة على البلد و ابقائه شبه عاجز و بلا قوة حقيقية ). العنف المستديم إذن هو أحد مكونات العقيدة العسكرية الجديدة للجيش الامريكي و لكنه قد يأخذ أسماء أخرى مثل "الجيل الرابع من الحروب " أو "النزاع المنخفض الشدة" . البروفسير ماكس مانوارنغ الباحث في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية و الذي خدم في المخابرات العسكرية الأمريكية و في قيادة الجيش الامريكي ألقى محاضرة بمعهد دراسات الأمن القومي الصهيوني في 13 / 8 / 2012 يمكن من خلالها أن نفوز بتصور ما عن "الجيل الرابع من الحروب " أو مفهوم "العنف المستديم" . فهذه العقيدة تعني عند حامليها : السعي ببطء و ثبات و من خلال اعتماد العقل أكثر من القوة إلى انهاك الدولة المستهدفة و اضعافها من أجل اكتساب المزيد من النفوذ و ارغامها في النهاية على تنفيذ إرادة أعدائها. فالمطلوب وفق هذه العقيدة هو زعزعة الاستقرار الداخلي بصور مختلفة منها أن يكون مواطنون من تلك الدولة نفسها هم من يعملون من أجل زعزعة الاستقرار فيها . و لا يكون ذلك إلا عبر استثمار و تخليق أنظمة ذهنية متناحرة على جميع المستويات تأخذ شكل جماعات دينية و عرقية تعمل في النهاية من أجل تحقيق دولة فاشلة و إقليم في ظاهره محكوم من قبل جماعة متمردة على الدولة . و هكذا تعطى لجهات دولية و اقليمية فرص أكثر للتدخل من أجل فرض إرادتها و بسط هيمنتها و تحقيق أهدافها . 
واضح إذن , بما لا يترك أي مجال للشك , أن المقصود ب : " إقامة شرع الله " في ظل هذا الربيع العبري لا يعني شيئا غير إقامة شرع أمريكا و تنفيذ مؤامرتها القذرة على أمة الرسالة التي بذل الرسول - عليه الصلاة و السلام - و الصحابة الكرام و رجال أفذاذ تضحيات جسام من أجل بنائها و توحيدها تحت راية " الله أكبر." و الأكثر وضوحا أن " الله أكبر " عند التكفيريين اليوم تتناقض كليا مع " الله أكبر " التي رفعت عبر التاريخ الطويل لدين التوحيد و الوحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق على مقال بالصحيفة