شريط اخبار

حديد الصحيفة

الأربعاء، 16 مارس 2016

آل سعود يُعلنون حرب الآخرين على حزب الله ثريا عاصي

souraya_726907_large

أظنّ أنّ بيان مجلس التعاون الخليجي الذي تضمّن توصيف حزب الله بالمنظمة الإرهابية، ورغم أنّ مثل هذا الكلام يُعبّر عن درجة النَّزَق المتقدمة التي بات يتميّز بها هذا المجلس، فإنّ هذا لا يعفيني من التأكيد بحقّنا في مقاومة المستعمر الإسرائيلي. هذه المقاومة يُجسّدها في هذه المرحلة من تاريخنا مقاتلو حزب الله. فلهم منّا كلّ عرفانِ الجميل، كلّ التأييد، كل الاعتزاز بإنجازاتـِهم، وللشهداء منهم كل التقديرِ والإجلالِ.
عندما يـَصدرُ بيانٌ عن «مجلس التعاون الخليجي» يَصِمُ فيه هذا المجلس حزب الله بالإرهاب، فإنّه يُعلن أنّه لا يعترف بحقّنا في الدفاع عن أنفسنا ضدّ المستعمر الاستيطاني الإسرائيلي! ويتّهمنا، نحن أنصار المقاومة بمعاونة الإرهابيين. خَسِئوا!

صراحة، ليس في هذا الموقف «الخليجي» ما يستحق الاهتمام، أو يُثير الدّهشة! أعتقد أنّ موقف مشايخ الخليج يتماشى مع المنطق الذي يقول بأنّ هؤلاء المشايخ لا يستطيعون في الواقع اتّخاذ موقف مختلف عن الموقف الذي تضمّنه بيانهم. ينبني عليه، أنّ الذين تفاجأوا أو اندهشوا لديهم قراءة للأوضاع في المنطقة العربية هي من وجهة نظري، وبكل تواضع، غير صحيحة.
ليس منطقياً أن ننتظر من آل سعود أن ينخرطوا في الصراع ضدّ الاستعمار الإسرائيلي؛ إذ يجب أن لا ننسى أنّ بلادَ نجد والحجاز، وسائر الإمارات الخليجية الأخرى، وتحديداً الأماكن حيث يُستخرج الغاز والنفط، هي محتلّة، أي تحت سيطرة الولايات المتحدة الأميركية. إذا أخذنا هذا المُعطى بعين الاعتبار نتوصّل إلى قراءةٍ للحرب على سورية، على سبيل المثال، تُفيدنا بأنّ في هذه البلاد ثروات باطنية كبيرة، وأنّ الإمبريالية الأميركية ـ الأوروبية تُريد أن تحرم السوريين من توظيف عائدات في العمران والتطوير والتقدّم، والسيادة الوطنية. هل كان آل سعود مع المقاومة الفلسطينية؟ أم أنّهم أفسدوا بالمال وأغووا حتى تكون هذه المقاومة مع آل سعود وضدّ القضية الفلسطينية!
من المرجّح أنّ هذه القراءة تنطبق أيضاً على الوضع في العراق، وفي إيران أيضاً. لقد حرّرت الثورة الإيرانية ثروة الإيرانيين النفطية من سيطرة الولايات المتحدة وبريطانيا التي تغشّت بنظام الشاه. ليس الإسلاميون الإيرانيون هم الذين قتلوا السيد محمد مُصدِق سنة 1953، رئيس الوزراء المنتخب، وإنّما هم الأميركيون والبريطانيون الذين أرادوا أن تستمرّ سيطرتهم على النفط الإيراني. أمّا الديموقراطية فإلى جهنّم وبئس المصير.
مجمل القول، إنّ البيان الخليجي الذي ينعت حزب الله بالإرهابي، هو بيان أميركي ـ أوروبي ـ إسرائيلي. الجديد في هذا الزمان هو أنّ مشايخ الخليج، وفي طليعتهم آل سعود، مضطرون، مجبرون على إظهار أعمال يقومون بها ضدّ حركة التحرر العربية، كان يُسمح لهم في الماضي الا يُعلنوا تبنّيهم لها نهاراً جهاراً. هذا هو، بحسب رأيي، المـُتغيّر الوحيد في السياسة التي يتبعها آل سعود في الراهن؛ أي أنّهم صاروا مجبرين على الاعتراف بأنّه لا توجد عداوة بينهم وبين المستعمرين الإسرائيليين، ولكن بالضدّ من ذلك هناك تعاون، كما يقول الإسرائيليون ولا ينفيه آل سعود ومشايخ الخليج، بين الطرفين ضدّ الإرهاب، المتمثّل بحزب الله!
السؤال: ما هي مبرّرات هذا التحوّل؟ لماذا يدّعي آل سعود بأحقيّة أن يقرّروا هم، آل سعود، من يكون رئيساً أو لا يكون للجمهورية العربية السورية؟ لماذا يدّعي آل سعود أحقيّة إخراج حزب الله من السّلطة في لبنان؟
عندما يقول آل سعود أنّهم سيأتون إلى سورية بجيشهم، رغماً عن الحكومة السورية طبعاً، بحجة محاربة الإرهاب، وعندما يُعلنون أنّهم يعتبرون حزب الله إرهابياً، فهذا يعني أنّ آل سعود ومعهم مشايخ الخليج، أعلنوا الحرب على حزب الله. نعم أعلن آل سعود الحرب على حزب الله!
لا تسأل لماذا؟ لم يتغيّر شيء سوى الإفصاح عمّا كان يتمّ في الخفاء، فالحرب على حزب الله مُعلَنة في سورية وفي لبنان، منذ سنة 2003. أعلنتها الإمبريالية الأميركية ـ الأوروبية ـ الإسرائيلية.




المزيد .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق على مقال بالصحيفة